مكتشف ما جرى قبل أكثر من 1700 عام هو الدكتور سايمون جيمس، عالم الآثار بجامعة ليسيستر البريطانية، وقدم في 2009 دليلا على ما عثر عليه خلال الاجتماع السنوي الذي عقده “معهد علم الآثار في أميركا” بيناير/كانون الثاني ذلك العام .
وحدثت “المقتلة” الكيماوية في مدينة سورية كان اسمها Dura-Europos قبل 17 قرنا، وهي “الصالحية” الغنية بالآثار، والواقعة في “بادية الشام” قرب مدينة دير الزور بالشرق السوري على الحدود مع العراق، وكانت جزءا من الامبراطورية الرومانية دمره الفرس عن بكرة أبيه في معركة انتصروا فيها وطردوا محتليها الرومان.
ويقول البروفسور جيمس إن الفرس حاصروا “دورا-أوروبس” التي استمدت اسمها من نظيرة لها في مقدونيا، ووضعوا “لغما” في نفق تحت سورها “وقاموا بإشعال قوارير من الزفت والكبريت لإطلاق غازات سامة ساهم الدخان المار عبر المجاري بانتشارها”.
وذكر أن الفرس “كانوا بحاجة إلى قوى تفوق القدرات القتالية البشرية، أو إلى حيل مخادعة لقتل 20 رجلاً في مساحة تقل عن مترين عرضا وارتفاعا مع 11 متراً طولا، أي حيث وضعوا “اللغم” الكيماوي في النفق تحت السور، وحين عبره جنود رومان “فقد 20 منهم وعيهم بثوان وماتوا بدقائق” بحسب ما طالعت “العربية.نت” من ملخص بحثه قبل 4 سنوات.
وشرح أن الحفريات الأثرية دلت على أن المهاجمين “كدسوا جثث الجنود لجعلها درعاً واقية لهم قبل إشعال النفق المؤدي إلى المدينة” كما قال.
وتم اكتشاف بقايا القتلى الرومان في قاعدة سور المدينة الموجود إلى الآن خلال حفريات جرت في المدينة بعشرينات وثلاثينات القرن الماضي، إضافة إلى حفريات تمت في 1986 بوسائل أكثر تطورا، وأكدت بعد فحصها مقتلهم بغاز سام، وتم نقل بعض الهياكل العظمية لأولئك الجنود إلى “جامعة يال” الأميركية لمزيد من الأبحاث المستمرة إلى الآن.
كما تم العثور على هيكل عظمي بعيد بعض الشيء عن قتلى الرومان بالغاز السام “وربما يعود لجندي فارسي أشعل النار بقوارير الزفت والكبريت وانتظر بعض الوقت ليتأكد بأن كل شيء يسير كما ينبغي، ففقد حياته مع من قضوا باللغم الكيماوي أيضا” وفق تعبير الدكتور جيمس.
وهناك باحثة أميركية شهيرة، اسمها أدريان مايور، ومعروفة دوليا بمؤلفاتها عن السلاح الكيماوي عبر التاريخ، وبعملها العلمي بجامعة سترتفورد في كاليفورنيا، أكدت الأسبوع الماضي لقناة “ديسكافري نيوز” أن الغاز السام ربما تم استخدامه في “الحرب البيلوبونسية” التي استمرت عامين بين حلفاء أثينا واسبرطة وانتهت عام 403 قبل الميلاد “لكن أقوى دليل على استخدامه هو الذي تم التأكد منه في سوريا” على حد قولها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق