الاثنين، 2 سبتمبر 2013

نموذج مشرف لكل الرياضيين العرب .. هكذا تكون أخلاق الفرسان

بسم الله الرحمن الرحيم

شاب مصرى يُبهر العالم بأخلاقه

لم يتخيل ذلك الشاب الطموح .. الذى لم يكن يحلم بشىء أكثر من ممارسة اللعبة المفضلة لديه كرة السلة .. أنه سيكون بطل من أبطال العالم ويُضرب به أروع الأمثلة فى الأخلاق والسلوك القويم ويُصبح حديث كل المهتمين بشئون الرياضة فى العالم.

بدأت قصة محمد على شواطىء الإسكندرية حيث ولد وتربى هناك وكانت أول رياضة مارسها هى كرة السلة قبل أن يتحول مساره تماما بعد أن تأثّر بزميل له حين شاهده وهو يمارس لعبة الجودو فأعجبته هذه الرياضة التى قرر أن تكون هى مستقبله الرياضى .. فقرر الانضمام الى صديقه والتحق بأحد الأندية الصغيرة وهو فى
سن السادسة عشر .. وكعادته لم يُضيع محمد وقتاً كثيرا وتدرب بكل جدية ليحصل على بطولة الإسكندرية فى الجودو تحت سن الثامنة عشر .. كان ذلك بعد 6 أشهر من التدريب فقط.

وبالرغم من أن هذا الفتى كان لديه طموح كبير ويبذل مجهود كبير فى التدريب إلا أن القدر أكمل الفصل الأول فى روايته .. حين شاهده أحد خبراء لعبة الجودو اليابانيين المعنيين والمهتمين باكتشاف والتقاط الموهوبين من كل الربوع والأندية ليصنعوا منهم أبطال ينافسون فى أقوى البطولات على مستوى العالم.

ولأن محمداً كان لاعباً متميزاً تبناه المدرب اليابانى " ياما موتو " ليصنع منه بطلا مصرياً عظيماً فى لعبة الجودو وأحسن فى تدريبه وتأهيله وأعطاه خبرته التدريبية مما جعل محمد مستعدا ومتأهباً للمشاركة فىالبطولات العالمية ..

وبالفعل جاءت تلك اللحظة التى كانت بمثابة شرارة الانطلاق نحو العالمية يوم سافر محمد إلى فرنسا ليشارك فى أول بطولة عالم فى الجودو له ... ولأنها كانت التجربة الأولى عالميا له .. أحس ببعض الغرابة والإثارة فى الأمر ... فالأضواء حوله من كل مكان والصحف والكاميرات والعالم كله يتابع ...
كما أنه وجد نفسه فى مواجهة أبطال العالم فى اللعبة والذين لم تتكن تتعدى صلته بهم أكثر من أن يشاهدهم على التلفاز أو يسمع قصصهم المبهرة وبطولاتهم المتتالية !.
ووسط هذه الأجواء المدهشة والغريبة بعض الشىء .. فقَّدَ محمد تركيزه مما جعله يخسر أولى مُبارياته فى البطولة  .. وأصيب بخيبة أمل جعلته يعيد التفكير ويستعيد تركيزه بعض الشىء...
واستعد للمبارة الثانية التى كانت أمام أكثر لاعبى كوريا شهرة والمصنف فى المركز الثالث عالميأً ومعروف لكل المهتمين بشئون اللعبة ومن ثمَّ كانت المبارة أشبه ما تكون بالمحسومة لصالح هذا الكورى الذى تعامل مع المباراة بكل استخفاف ونظر إلى محمد نظرة تهكم وسخرية ..
لكن مع بدأ المباراة وما رأه محمد من ابتسامة صفراء تملأها السخرية والاحتقار تملأ وجه ذلك الكورى أصابه ذلك بنوع من الغيظ وقرر حينها أن يلقن هذا المغرور درساً قاسياُ وأن يعلمه كيف يحترم منافسيه وبالفعل كانت الضربة القاضية هى الفيصل والتى أهدت محمد أول فوز له فى البطولة وفضلاً عن ذلك أعطته شحنة معنوية هائلة ودفعة قوية وطموحاً مشروعاً لأن يحلم بأن يكون بطلاً للعالم يوماً ما.

وهكذا بدأت رحلة محمد نحو البطولات والإنجازات .. فسافر فى البداية إلى اليابان .. حيث دخل فى معسكر تدريبى قوى بذل فيه جهدا جهيدا .. ثم سافر بعدها إلى ألمانيا ليدخل فى معسكر مغبق استعداداً للمشاركة فى بطولة العالم العسكرية .. ليشارك محمد فى البطولة ويحصل على الميدالية البرونزية  ....
وكانت هذه الميدالية هى أول ميدالية عالمية فى حياته..

بعدها سافر إلى البرازيل ليتمكن من الحصول على الميدالية  البرونزية أيضا وذلك فى بطولة العالم للجودو ومن ثمّ حصل على الذهبية فى بطولة أفريقيا التى أقيمت فى السنغال .. حتى صار محمد بطلاً مصرياً ذاع صيته وعُرف على مستوى العالم كله مما جعله محط أنظار الكثيرين وصار مُطالبا بالكثير وارتفع سقف التوقعات
لدى الكثيرين من محبى محمد وانتظر الجميع بفارغ الصبر تحقيق الحلم الذى انتظروه كثيرا ...

كان موعد أوليمبياد أنجلوس قد اقترب وصار على الأبواب .. حيث أنها فرصة عظيمة ونادرة ليحصل فيها على ميدالية ذهبية يُخلد بها اسمه ويضعه فى سجل الأبطال العظام.

بدأ محمد فى الاستعداد لهذه البطولة الكبيرة بكل تركيز ووعى واستمع جيداً لكلام مدربيه ودخل فى معسكرمُغلق لمدة ثلاثة أشهر حيث التدريب القاسى والتركيز التام والتأهيل البدنى والنفسى الشديدين ..

وبالفعل حانت اللحظة التى انتظرها كثيراً لتبدأ البطولة ومعها بدأت الانتصارات
أظهر محمد تفوقاً ملحوظاً على كل منافسيه وبدأ يفوز بالمبارة تلو الأخرى حتى استطاع أن يفوز بالمباراةقبل النهائية ليصل إلى المبارة النهائية .. 
لتنام مصر ليلة من أجمل لياليها على أمل أن تستيقظ فى غدهاعلى نبأ فوز بطلها المقدام بالميدالية الذهبية وكتابة تاريخ مصرى مشرف فى أحد الألعاب الرياضية.

لكن كانت المفاجأة المُدهشة حين استيقظ الجميع على خبر مؤلم أحزن الجميع ألا وهو خسارة بطلهم المحبوب للميدالية الذهبية وعودته كوصيف للبطل بالفضية !!!

حتى هذه اللحظة والقصة ليس فيها أى أمر مدهش أو شوء يدعو إلى العجب .. لكن هيا بنا نقترب أكثرلنكتشف ما هو السر وراء خسارة بطلنا المبارة والذى كان مثار دهشة واستغراب العالم كله !!

قُدر لمحمد أن تكون المبارة النهائية له أمام بطل العالم اللاعب اليابانى "ياما شتا" وفى بداية المبارة- والتى بدأها محمد بتركيز وتصميم عاليين- أُصيب اللاعب اليابانى إصابة ليست بالهينة فى قدمه اليمنى ومن ثمَّ أصبحت الفرصة مواتية لمحمد ليستغل هذه الثغرة ويُردى منافسه أرضاً ويفوز بالمباراة ..

لكن لن تصدقوا هذا الأمر المدهش .. لم يوجه محمد أى ضربات للقدم المُصابة بل بالعكس تراجع أداؤهويكأنه قد فقد شهيته للفوز !!!
أسرع إليه مدربع متعجباً وصرخ فى وجهه قائلاَ: ماذا بك يا محمد ؟؟
 وجه ضربات للقدم اليمنى ألا ترى أنها مُصابة ؟!!
الأمر سهل هيا العالم كله ينتظر فوزك بالذهبية...
لكن محمد رد عليه بابتسامة تعلو وجهه وقال:" آسف دينى يمنعنى من ذلك"..

وسقط محمد رشوان هذا البطل المصرى الخلوق أمام بطل اليابان وسط دهشة واستغراب العالم أجمع ..!
سقط مُبتسماً وهنأ خصمه ورفع الميدالية الفضية وابتسامته الطفولية لا تُفارقه.
لقد أعطى محمد للعالم أجمع فى تلك اللحظات واحدة من أروع الأمثلة والعظات ودرس لن ينساه الكثيرونألا وهو أن الحياة فيها ما هو أهم من الفوز بمباراة أو الظفر بميدالية.
أثبت محمد أنه بطل من نوع أخر .. جعل حلمه الذى طالما حلم به وسنواته الطويلة التى قضاها فى التدريبولحظاته التى اشتاق فيها لرفع الميدالية الذهبية كلها لا معنىً لها إذا لم تأتِ بطرقها الشريفة المشروعة.

قيل له وقتها : التاريخ لا يتذكر سوى الأبطال وأصحاب الميداليات الذهبية فقط ..
لكن هذا البطل لم يُبد أى ندم على فعلته تلك بل بالعكس قال لهم أنه فخور بما فعله والشرف والكبرياء هماتاريخ المرء الحقيقى الذى حُق له أن يفخر بها ويتذكرهما.

قيل له : لن يلومك أحد لو وجهت لخصمك ضربة أو أكثر إلى قدمه المصابة .. الكل يفعل ذلك .. لكنه لم يرد سوى باتسامته الجميلة مذكراً نفسه أن العظماء يلومون أنفسهم لوماً قاسياً عنيفاً يُغنيهم عن أى لوم قد يأتى من الآخرين ..
ولأن الموقف كان أكبر من استيعاب أى أحد .. كانت ردة الفعل أيضاً على هذا الموقف غير عادية .. فقد أصدرت منظمة اليونسكو في يوم المباراة بياناً أشادت فيه بالبطل الخلوق محمد رشوان ومنحته جائزة اللعب النظيف عام 1985 ..

 وفاز بجائزة أحسن خلق رياضي في العالم من اللجنة الأولمبية الدولية للعدل
 واستقبله الرئيس المصري استقبالاً يليق بالرموز والعظماء وقلده أرفع الأوسمة وأشاد بخلقه الرياضي

 وأصرّ الشعب الياباني على تكريمه في طوكي فسافر رشوان وفي ظنه أن التكريم سيكون تقليدياً رسمياً إلا أنه فوجئ بعشرات الآلاف وقد خرجوا لاستقباله ما بين رجال سياسة وإعلاميين وأبطال رياضيين بالإضافة -وهذا هو الأهم- إلى الآلاف من المواطنين اليابانيين من عامة الشعب، الذين أحبوا محمد و قد بادل رشوان الشعب اليابانى الحب والأحترام وتزوج من إحدى بنات اليابان بعد أن أشهرت إسلامها وأنجب منها ثلاثة أبناء.

كما حصل على شهادة امتياز خاصة لأحسن خلق رياضي لعام 1984..

 وجاء ضمن أفضل ستة لاعبين في العالم عام 1984....

 واختارته مجلة" الأيكيب" الرياضية كثاني أحسن رياضي في العالم في الخلق الرياضي.

وعندما سُئل بطلنا "محمد رشوان" عن الدافع لأن يخسر مباراة هامة كتلك
رغم سهولتها قال ببساطة: لأن ديني يمنعني من ذلك.


وكان لهذه الجملة عامل السحر حيث بدأ مئات الآلاف من الشعب الياباني -والمعروف بتقديره الكبير للمبادئ والقيم- في البحث عن هذا الدين الذي يحث أبناءه على إعلاء القيم السامية والحرص على ارتداء لباس الشرف والخلق الرفيع، وأعلن الآلاف من الشعب الياباني إسلامه بسبب هذا البطل النادر.

فوائد :
لا تبحث دائما عن المصالح الدنيوية واجعل ارضاء الله همك .. فإن رضى الله عنك سيرضى عنك كل البشر.

تخيل لو أنك كنت فى مثل هذا الموقف هل كنت ستفعل مثلما فعل محمد رشوان أم أنك كنت ستوجه ضربتك إلى القدم المُصابة؟؟

من الممكن أن تدعو إلى دينك بصمت ودون أن تتكلم .. كيف ذلك؟؟ .. نعم بأخلاقك
إذا رأى منك غير المسلمين حسن تعاملك معهم وحُسن أخلاقك وابتسامتك التى تعلو وجهك ومساعدتك لهم وغيرت الفكرة لديهم عن أن الإسلام يعنى الإرهاب .. فأنت بذلك تكون قد قدمت خدمة جليلة لنفسك أولا ولدينك ثانيا.

إضغط إعجاب لمتابعة آخر الأخبار والحصريات عبر فيس بوك
إضغط إعجاب أو Like وتابع أحدث المنشورات التى تتناول جميع أركان حياتك






0 التعليقات:

ضع تعليقك المناسب على الموضوع


إرسال تعليق